33.
وقوع أحد في سند حديث صدر الطعن فيه من غير جهته، فإنّ السّكوت عنه و التّعرّض
لغيره ربّما يكشف عن وثاقته.
34.
رواية الجليل و الأجلّاء عنه.
أقول:
أمّا إكثار الكليني و الفقيه عن أحد، فهو لا يكفي لنا في قبول خبره، و هذا سهل بن
زياد قد أكثر عنه الكليني رحمه اللّه و غيره و الشّيخ يضعفه[1]،
و قيل في حقّه إنّه أحمق[2] و النجّاشي
ذكر في ترجمة الكشّي أنّه يروي عن الضعفاء، فكيف عدم طعنه يكون دليلا على المدح أو
الوثوق؟
و
أمّا كون الشّخص مقبول الرّواية فلا يدلّ على حسنه، فإنّ قبول رواية له في مورد و
لقرينة لا يدلّ على صدقه غالبا. نعم، لو ثبت إنّ رواياته كلّها مقبولة كالسّكوني و
أمثاله[3]، فهو يدلّ
على صدقه فلا يكون مثل عمر بن حنظلة و مسعدة بن صدقة، مقبولي القول مطلقا، و إن
قبل جمع من الأصحاب بعض رواياتهما.
و
للبحث تتمّة ستأتي في آخر هذا البحث. و أمّا الأخيران فوجه عدم دلالتهما على المدح
واضح، فلاحظ، و اللّه العالم.
فهذه
الأقوال و الأفعال و الأوصاف لا تدلّ على الحسن و الوثاقة، كما علمت.
الفصل
الثّاني: في الأمارات القليل نفعها
1.
اختيار النّبي صلّى اللّه عليه و آله أو الإمام عليه السّلام رجلا لتحمل الشّهادة
أو ادائها في وصيّة أو وقف أو طلاق أو محاكمة و نحوها، فإنّه إذا انضّم إليه ما
دلّ على اعتبار العدالة في الشّاهد ثبتت عدالة الرجل.
[1] . الفهرست: 106، و لكن في باب أصحاب الإمام الهادي
عليه السّلام من رجاله، الصفحة: 416، وثّقه. و عن باب أنّه لا يصحّ الظهار بيمين،
من الجزء الثالث من استبصاره: ضعيف جدّا عند نقّاد الإخبار، و قد استثناه أبو جعفر
بن بابويه في رجال نوادر الحكمة و ضعفه النجّاشي أيضا في رجاله، و سلب الاعتماد
عنه، و نقل شهادة أحمد بن محمّد بن عيسى بغلوه و اخراجه إيّاه من قم.
[2] . القائل هو الفضل بن شاذان، كما عن التّحرير
الطّاووسي، لكن النسبة غير ثابتة بالطريق المعتبر.
[3] . البحث الصغروي يأتي في محلّه، و نحن تركنا
الاعتماد على رواية السكوني، كما نذكر وجهه فيما بعد، في البحث الثامن و الثلاثين.