و الأقوى اعتبار الطريق و عدم
اضرار جهالة ابن عبدون به، كما سبق.
و
أحمد بن أبي رافع قد مرّ انّه ثقة و عبد الكريم مهمل غير مذكور بذمّ و لا مدح، و
للشيخ طريق رابع إليه ذكره في فهرسته، قال: و أخبرنا السّيد الأجل المرتضى عن أبي
الحسين أحمد بن علي بن سعيد الكوفي عن الكليني.
أقول:
أمّا السّيد المرتضى قدّس سره فوثاقته غنية عن البيان، و أحمد مجهول الحال،
فالطريق غير معتبر.
إشكال
و دفع
لقائل
أن يقول إن للشيخ الطوسي رحمه اللّه إلى الشّيخ الكليني رحمه اللّه، طرقا بعضها
ضعيف، بناء على إضرار جهالة شيخ الاجازة باعتبار الحديث. و بعضها معتبر، فيحتمل
أنّه رحمه اللّه روي بعض الأحاديث بالطريق المعتبر، و بعضها بالطريق الضعيف، و لا
تصريح و لا قرينة في كلامه أنّه لا يروي إلّا بالطريق الصحيح، كيف و لو كان نقله
بالطريق الصحيح دائما لم يكن وجه لذكر الطرق الضعيفة؟
و
حيث إنّه لا تمييز عندنا في ذلك يسقط جميع الأحاديث المنقولة منه من درجة
الاعتبار.[1]
و
هذا الإشكال غير مختصّ بالمقام، بل يجري في كثير من أسانيد المشيخة و الفهرست.
قلت:
بل توجد في كلامه قرينة على أنّه يذكر جميع الأحاديث المنقولة عمّن يبدأ باسمه في
التهذيبين بجميع طرقه المعتبرة و غير المعتبرة، لا أنّه قد يروي بأحد الطريقين، أو
الطرق، و قد يروى بالآخر منهما أو منها، و هذه القرينة كلمة: (أيضا) المصدر بها
الطريق اللاحقّ بعد السّابق، فدقق النظر في عبارته.
بل
أقوى من هذه القرينة هو ظهور عباراته في ذلك، فإنّ قوله و أخبرنا بها بعد قوله
أخبرنا بجميع كتبه و رواياته، ظاهر في ذلك، بل هو المراد و إن فرض حذف الضمير
المجرور (بها) و الاكتفاء بقوله و أخبرنا ... بعد الطريق الأوّل فافهم ذلك.
قال
قدّس سره: و ما ذكرته عن علي بن إبراهيم بن هاشم، فقد رويته بهذه الأسانيد، عن
محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم.
و
أخبرني أيضا برواياته الشّيخ أبو عبد اللّه محمّد بن النعمان و الحسين بن عبيد
اللّه و أحمد بن عبدون كلّهم، عن أبي محمّد الحسن بن حمزة العلوي الطبري عن علي بن
إبراهيم بن هاشم.
[1] . و هذا مع قطع النظر عن تواتر الكافي، كما لا
يخفى.