ألّف
الشّيخ قطب الدين سعيد بن هبة اللّه الراوندي رحمه اللّه كتبا ربّما ينهاه بعضهم
إلى ستّة و خمسين كتابا، منها كتابه في قصص الأنبياء، و قد أكثر فيه النقل عن
الشّيخ الصدوق رضي اللّه عنه[1] لكنّه لم
يذكر تفصيلا أسناده إلى الصدوق في كلّ رواية، و لم يذكر أيضا في أوّل كتابه سندا
عاما لجميع ما ينقله عن الصدوق، حتّى يتّضح حال الرّوايات المعتبرة سندا من قبل
الصدوق، و أنها معتبرة أو ضعيفة؛ لأجل من بعد الصدوق رحمه اللّه، بل ذكر في بعض
الرّوايات سنده تفصيلا، و في بعضها إجمالا، و في الأكثر، قال: عن ابن بابويه أو و
عن ابن بابويه، بزيادة كلمة: الواو العاطفة.
و
ربّما يقول بأسناده عن فلان و الضمير المجرور في الكلّ، أو في الأكثر يرجع إلى
الصدوق، و ربّما يقول غير ذلك.
و
هذا الكتاب لم يطبع ظاهرا، و بقي مخطوطا إلى قبل عشرة أشهر، فتصدّى بعض الفضلاء-
شكر اللّه سعيه- لطبعه في شهر رجب عام 1409. و تطبيقه على ما في بحار الأنوار، و
نحن قد نقلنا عن هذا الكتاب- بواسطة بحار الأنوار- روايات كثيرة في كتابنا معجم
[1] . قال المجلسي في بحاره: إنّ جلّ روايات هذا الكتاب
مأخوذ من كتب الصدوق، و هذا الكلام محتاج إلى التتبع و القول المسلّم الواضح أن
جلّها عن الصدوق رحمه اللّه بواسطه: واحد أو أكثر، لا عن كتبه، و إلّا لم نحتج إلى
هذا الكتاب. فتأمل فان الظاهر صحة كلام المجلسي، لكن المشكلة عدم ذكر تلكم
الروايات بتمامها في كتب الصدوق، و اللّه العالم.