عبد اللّه البرقي، و رسالة أبي
رضي اللّه عنه، إلّيّ و غيرها من الاصول و المصنّفات، الّتي طرقي إليها معروفة في
فهرس الكتب الّتي رويتها عن مشايخي و أسلافي رضي اللّه عنهم.
أقول:
ذكرنا فيما سبق أنّ الصحّة عند الصدوق و ابن الوليد، و أيّ باحث آخر لا تستلزم
تحققها عند الآخرين؛ لعدم الاتّفاق على أسبابها الكثيرة الغير المضبوطة، و لا يجوز
للمجتهد تقليد غيره بوجه.[1]
نعم،
لو أخبر عن وثاقة رواة كتابه لقبلنا في غير فرض التعارض، على أنّه قد ادّعي جمع
عدم وفاء الصدوق بالتزامه المذكور في أثناء كتابه في موارد كثيرة.[2]
نعم،
قد يقال: إنّ وعد الصدوق في غير ما ثبت تخلّفه لا معدل عنه، لكن فيه تأمّل كما أنّ
ما ذكر في ترجيح إخباره من التعليل عليل. و على كلّ لا ينقضي تعجبى من كلام السّيد
بحر العلوم و ادّعائه نفي الخلاف في صحّة جميع روايات الفقيه، و أعجب منه مخالفته
لكلام نفسه في ما يأتي عن قريب حول التهذيب و الاستبصار.
تعقيب
و تحقيق:
ثمّ
أقول: كلام السّيد بحر العلوم رحمه اللّه مشتمل على مطالب:
1.
أحاديث الفقيه كلّها معدودة في الصحاح من غير خلاف و لا توقف من أحد و مقتضى
إطلاقه حجيّة المراسيل و المسندات المشتملة على المجاهيل و الضعاف، و بعبارة أخرى:
أنّ تجريح من سبق الصدوق و من تأخر عنه لمن يروي عنه الصدوق في الفقيه، يلغى و لا
يلتقت إليه.
و
ربّما يحتمل استناد هذا التّصحيح العام إلى الإجماع و قرائن خارجية؛ لكن كلام
الشّيخ حسن رحمه اللّه ظاهر في الوجه الأوّل، كما لا يخفى.
2.
ترجيح أحاديث الفقيه على غيره من الكافي و التهذيبين عند بعضهم؛ نظرا إلى ما نقله
هذا السّيد عن قائله.
3.
مراسيل الفقيه كمراسيل ابن أبي عمير في الحجيّة و الاعتبار، و هذه المزيته خاصّة
بالفقيه فقط.
[1] . ربّما قيل: إنّ الوثاقة هي الّتي يدور عليها صحّة
الرّوايات عند الصدوق لا غير، لكن الفقيه كتاب فقهي، و للفقيه قرائن أخرى للصحة و
لا نافي لاحتمالها.
[2] . لاحظ: الحدائق الناضرة. و قال سيّدنا الأستاذ
الحكيم قدّس سره: بل ذكر الصدوق الرّواية، لا يدلّ على عمله بها، لشهادة غير واحد
من الأساطين بعدوله عمّا ذكره في صدر كتابه من أنّه لا يذكر فيه إلّا ما يعتمد
عليه، و يكون حجّة بينه و بين ربه، و إن كان ذلك بعيدا. انظر: المستمسك: 2/ 257-
258.