البحث الثّاني و الأربعون:
حول الكتب الأربعة الإخباريّة
الأوّل:
كتاب الكافي لثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني قدّس سره الّذي مدحه جمع من
الأعلام المحقّقين و جهابذة التمحيص و التدقيق بكلّ مدح و ثناء، و الظاهر عدم
احتياج المؤلّف و الكتاب إلى أيّ مدح و ثناء في هذه الأعصار.
و
كذا شيخ الطائفة و الصّدوق رئيس المحدّثين قدّس سره فإنّهما غنيان عن المدح و
الثناء.
فنتعرّض
لمسائل نافعة مرتبطة بالكتاب المذكور:
1.
يقول السّيد بن طاووس قدّس سره في محكي كشف المحجّة[1]:
كان حياته- أي:
الكليني-
في زمن وكلاء مولانا المهدي عجل اللّه تعالى فرجه الشريف عثمان بن سعيد العمري و
ولده أبي جعفر محمّد و أبي القاسم الحسين بن روح و علي بن محمّد السمري رحمه
اللّه. و توفّي محمّد بن يعقوب قبل وفاة علي بن محمّد السمري رضي اللّه عنه؛ لأنّ
السمري توفّي في شعبان سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة، و هذا محمّد بن يعقوب الكليني
توفّي ببغداد سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة[2]
فتصانيف هذا الشيخ و رواياته في زمن الوكلاء المذكورين في وقت يجد طريقا إلى تحقيق
منقولاته و تصديق مصنّفاته.
2.
قال السّيد المعظّم بحر العلوم قدّس سره في رجاله[3]:
و ما ذكره ابن الأثير، و غيره من
[2] . هذا الّذي نقل عن ابن طاووس هو مختار الشّيخ في
الفهرست، و اختاره ابن الأثير في محكي الكامل، و ابن حجر في محكي لسان الميزان،
لكن ذكر النجّاشي وفاته في سنة، تسع و عشرين و ثلاثمائة سنة تناثر النجوم و هي
السنة الّتي توفّى فيها أبو الحسين السمري آخر السفراء الأربعة، و اختاره الشيخ في
محكي رجاله.