و فيه أوّلا: إنّ ما ذكره جار
في مطلق الشّهادة في سبيل اللّه، إذا كان الشّهيد متمكّنا من الفرار و لم يفرّ
حتّى استشهد، و لا اختصاص له بشهادة شهداء كربلاء، و إن كانت مراتب الشّهادة من
حيث الفضل مختلفة.[1]
و
ثانيا: إنّ الشّهاده دليل على غفران الذنوب و حسن الخاتمة و دخول الجنة- رزقناها
اللّه مع الإمام الغائب، أو في سبيل الدّفاع عن الدّين، أو ترويجه- و أين لها من
الدلالة على الحسن في أوائل عمره إلى ما قبل الشّهادة، فضلا عن الدلالة على
العدالة؟
8.
مصاحبة المعصوم، فيقال: إنّ توصيف أحد بمصاحبته لأحد المعصومين عليهم السّلام من
أمارات الوثاقة.
و
فيه: إنّه غير بين و لا مبين، لا في صحابة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و لا في
صحابة الإمام عليه السّلام.
9.
تأليف كتاب أو أصل، فقد قيل: إنّ كون شخص ذا كتاب أو أصل، أمارة على حسنه.
و
فيه: إنّه أيضا غير مبيّن و لا ربط بين التأليف و الصدق.
10.
كثرة الرّواية عن المعصوم. لما روي عن الصّادق عليه السّلام: اعرفوا منازل الرجال
منا على قدر روايتهم عنا. و لغيره.
و
فيه: إنّ قبل إحراز صدق الرّاوي أو وثاقته، كيف يفهم أنّه كثير الرّواية؛ إذ يحتمل
أنّه كثير الكذب، فالاستدلال يشبه الدور، و على أنّ الرويات المدعاة عليه ضعيفة
سندا، فلاحظ أوّل رجال الكشي.
11.
من إليه طريق للشيخ الصدوق رحمه اللّه، فقيل إنّه من الممدوحين. و عن الفوائد
النّجفيّة ...
أنّ
علماء الحديث و الرجال على اختلاف طبقاتهم يقبلون توثيق الصدوق للرجال و مدحه
للرواة، بل يجعلون مجرّد روايته عن شخص دليلا على حسن حاله ...
أقول:
أما الدعوى الأخيرة فلم تثبت عندي، و لا دليل له أيضا سوى قول الصدوق في أوّل
المقنع: و حذفت الأسناد منه لئلا يثقل حمله و لا ... و لا ... إذ كان (إذا كان خ)
ما أبينه فيه، في الكتب الأصوليّة موجودا بينّا عن المشائخ- ضبطه بعضهم هكذا:
موجودا مبينا على المشايخ ...- العلماء الفقهاء الثقات رحمه اللّه.
لكن
هذا الكلام مختصّ برواة روايات كتابه المقنع لا مطلقا.
[1] . ثمّ إنّ الملكة الداعية الى الجود بالنفس يشمل
مطلق من دخل المعركة من طيب نفسه، و إن لم يقتل فيها، فكان الأحسن له ذكر الجهاد
مكان الشهادة.