قال
صاحب قاموس الرجال لتصحيح تنقيح المقال في مقدّمة كتابه[1]:
و المفهوم منه أي:
من
ابن داود أحد أرباب الكتب الرجاليّة رحمه اللّه- أنّه يعمل بخبر رواته المهملون، و
لم يذكروا بمدح و لا قدح، كما يعمل بخبر رواته الممدوحون، و هو الحقّ الحقيق
بالاتّباع، و عليه عمل الإجماع.
فنري
القدماء كما يعملون بالخبر الّذي رواته ممدوحون يعملون بالخبر الّذي رواته غير مجروحين،
و إنّما يردون المطعونين، فاستثني ابن الوليد و ابن بابويه من كتاب نوادر الحكمة
لمحمّد بن أحمد بن يحيى ما رواه عن ... ذكر أسماء رجال.
و
استثني المفيد من شرائع علي بن إبراهيم حديثا واحدا في تحريم لحم البعير، فهذا
يدلّ على أنّ الكتب الّتي لم يطعنوا في طرقها و لم يستثنوا منها شيئا كانت معتبرة
عندهم، و رواتها مقبولو الرّواية إن لم يكونوا مطعونين من أئمّة الرجال و لا قرينة
و إلّا فتقبل مع الطعن.
ثمّ
استظهر الإجماع على ذلك من كلام الشّيخ في العدّة، فقال قال الشّيخ في العدّة:
و
كذلك القول فيما ترويه المتّهمون و المضعفون إن كان هناك ما يعضد روايتهم و يدلّ
على صحتّها وجب العمل به، و إن لم يكن هناك ما يشهد لروايتهم بالصحّة وجب التوقف
في أخبارهم، فلأجل ذلك توقّف المشائخ عن أخبار كثيرة هذه صورتها، و لم يرووها و
استثنوها في فهارستهم من جملة ما يروونه من التصنيفات.