أقول: الرّوايات المادحة تدلّ
بالالتزام على أنّه رجع عن قوله الباطل ببراءة الصّادق عليه السّلام، عمّن قاله، و
هذا ظاهر، فلا بأس بقبول رواياته.
فإنّ
قلت: النجّاشي ضعّف المعلّى، فكيف تقدّم الرّوايات على تضعيفه، و الحال أنّ وثاقة
الرّواة استفيدت من توثيقه؟
فإنّ
كان قول النجّاشي حجّة، يقع التّعارض بين توثيقه لرواة هذه الرّوايات و تضعيفه
للمعلّى، و إن كان غير حجّة، فلا تثبت صحّة الرّوايات المذكورة.
قلت:
أوّلا: إنّ هذا يجري في الرّواية الرابعة، حيث إنّ وثاقة الوليد بن صبيح لم تثبت
إلّا بقول النجّاشي دون الرّواية الثانية، فإنّ وثاقة رواتها ثبتت بتوثيق غير
النجّاشي، و إنّ وثّق هو بعضهم أيضا.
و
ثانيا: يمكن أن يقال إنّ متن الحديثين يقدّم على تضعيف النجّاشي، فإنّه قرينة
قويّة على اشتباهه في تضعيفه.
و
في الحقيقة لا تعارض بين تضعيفه للمعلّى و توثيقه لنقلة الرّوايات المادحة له، بل
التعارض بينه و بين صحّة الحديث، و الثّانية مقدّم على الأوّل، فافهم.
و
لاحظ: البحث السابع عشر، فإنّ المقام من صغرياته، و قد ذكرنا هناك ما ينفع المقام.