البحث الثّاني و العشرون:
الاحتياط في روايات بعض الرّواة
الراوي
إن ثبت وثاقته أو مدحه تعتبر روايته، و إلّا فلا، سواء ثبت ضعفه أو بقى مجهول
الحال على المختار، لكن في نفسي من الرّواة من لا يصحّ الفتوى برواياتهم و لا يجوز
ردّها، بل لا بدّ من مراعاتها و الاعتناء بها في مقام العمل مع التّوقّف عن الحكم
الشّرعي، و هذا هو المعبرّ عنه بالاحتياط الواجب.
و
الباعث عليه ليس ما استفيد من القواعد و الاصول حسب الموازين العلميّة، فإنّها
تحكم بما ذكرناه أوّلا، بل هو أمر نفسي يثبطني عن الحكم بالقبول و الردّ.
و
لا شكّ في حصول مثل هذه الحالة النفسيّة لكثير من الباحثين في جملة من العلوم من
دون أن تدخل في ضابط محصور و إليك بعض هؤلاء الرّواة.
1.
الممدوحون في كلام الشّيخ المفيد رحمه اللّه في رسالته في الردّ على أصحاب العدد
المسماة ب جوابات أهل الموصل في العدد و الرؤية[1]
إذا خلوا من المدح و الذّمّ، و لم يوجد في حقّهم إلّا هذا الكلام، و إليك بيانه:
و
أمّا رواة الحديث بأنّ شهر رمضان شهر من شهور السنّة يكون تسعة و عشرين يوما، و
يكون ثلاثين يوما، فهم فقهاء أصحاب أبي جعفر محمّد بن علي، و أبي عبد اللّه جعفر
بن محمّد بن علي (و أبي الحسن موسى بن جعفر، و أبي الحسن علي بن موسى، و أبي جعفر
محمّد بن علي) و أبي الحسن علي بن محمّد، و أبي محمّد الحسن بن علي بن محمّد (صلوات
[1] . انظر: جوابات أهل الموصل في العدد و الرؤية: 25-
46، طبعة: مهر، قم 1413 ه.