البحث التّاسع عشر: في طريق
الصدوق إلى جميل في الفقيه
لم
يذكر الصّدوق رحمه اللّه طريقه إلى جميل بن درّاج في مشيخة الفقيه، و قد روي عنه
أحاديث فيه، نعم، ذكر طريقه إليه و إلى محمّد بن حمران مشتركا عن أبيه عن سعد بن
عبد اللّه عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عنهما، و هذا الطّريق صحيح.
و
ربّما استظهر من هذا، صحّة طريقه إلى كلّ من جميل و ابن حمران منفردا، أيضا، و
ممّن استظهره هو سيّدنا الأستاذ الخوئي رحمه اللّه على ما يستفاد من معجمه، حيث
قال: و طريق الصّدوق إليه ...[1] ثمّ ذكر
نفس السند السّابق.
أقول:
هذا الاستظهار لا بأس به في نفسه؛ لكن لا بدّ في خصوص المقام من رفضه، لما ذكره
النجّاشي من أنّ لجميل كتابا اشترك، هو و محمّد بن حمران فيه ... و له كتابا اشترك
هو و مرازم بن حكيم فيه ... و ذكر أوّلا أنّ له كتابا رواه عنه جماعات من النّاس و
طرقه كثيرة ...
فلجميل
كتاب مختص به و كتاب مشترك له، و لمحمّد بن حمران، و كتاب ثالث له و لمرازم فصحّة
الطّريق إلى كلّ واحد من هذه الكتب لا يكفي لكتاب آخر كما هو ظاهر، بل احتمال ما
ذكره النجّاشي من تعدّد الكتب يوجب ترك ذاك الظهور، و لذا ذكر الصّدوق طريقين
آخرين له إلى محمّد بن حمران في المشيخة.[2]
و هو يشهد بأنّ الطّريق المشترك لا ينحل إلى كلّ منهما منفردا. و ذهاب السّيد
الأستاذ رحمه اللّه إلى هذا الوجه مع اطّلاعه على ما ذكرنا كلّه عجيب.