نام کتاب : المعاد في ضوء الدين و العقل و العلم نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف جلد : 1 صفحه : 225
أقول: أوّلًا إنّما ذكرنا فى بحث تجسّم الأعمال أو تماثلها تبديل المادة
بالطاقة لمجرد الاشارة الى شيء يقبله العلم التجريبى فى الجملة، لا لانطباق جميع
مايستفاد من الآيات و الروايات عليه. و ثانياً أن الايراد المذكور يتم اذا تبدّل
إحديهما بالاخرى ضمن العوامل و المؤثرات المادية حسب قانون طبيعى عام. و اما اذا
وقع ذلك عند ارادة الله تعالى ايصال الثواب و العقاب الى عباده فى القيامة، فهو
يقدر على تفريق حصول المادة المنعمة من العمل القربى و المادة المعذبة من العمل
الريائى.
ثمّ
بعد اللتيّا والتى ما يظهر منه تجسّم العمل أو تمثّله من النصوص الدينية على
قسمين؛ قسم يشعر أو يظهر منه ايصاله الى المكلف إثابة و تعذيباً كقوله تعالى:
«وَ جَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْناقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ
إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ» سبأ: 33 وكقوله تعالى:
«فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَ لا تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ
تَعْمَلُونَ» يس: 54 و لا بد من الجمع بين الآيتين و مادل على أن جهنم مخلوقة من
قبل بنارها و شررها. فتأمل.
و
قسماً لايستفاد ذلك منه.
فلعلّ
التجسّم و التمثّل لمجرد اتمام الحجة أو لها و لإيذاء العصاة بالرؤية للصور
المؤذية، أو سرور المتقين و الطائعين برؤية الصور الجميلة. و اما الثواب و العقاب
فهو فى الجنة و الجحيم. دقق النظر فى الآيات و الروايات تجد صدق ما قلنا. و لله
العالم بواقع الامور المحسوسة لنا فى هذه الدنيا فضلًا عن الامور المستورة علينا
مما يتعلق بالآخرةً
77- عود الى مباحث الخلود
الخلود
سواء كان لغة بمعنى الدوام والأبد أو بمعنى طول الأمد و المكث الأكثر، لا يؤثّر فى
دلالة الآيات القرآنية بمجموعها على دوام العذاب فى النار فالبحث اللغوى لا أثر له
فى هذا البحث القرآنى لدلالة الآيات عليه.
نام کتاب : المعاد في ضوء الدين و العقل و العلم نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف جلد : 1 صفحه : 225