responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعاد في ضوء الدين و العقل و العلم نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف    جلد : 1  صفحه : 169

ثمانين سنة أو مائة سنة على الأكثر بالعمل الصالح أو بالإثم، ثمّ يثاب على ذلك أو يعاقب ملايين الملايين من السنين.

ولتوضيح الجواب ينبغي الالتفات الى ثلاثة أصول.

1- إن العذاب الدائم هو لأولئك الذين أوصدوا أبواب النجاة بوجوههم، و أوضحوا غرقى الفساد و الإنحراف عامدين، و غشي الظلّ المشؤوم للإثم قلوبهم و أرواحهم فاصطبغوا بلون الكفر، و كما نقرأ عنهم فى سورة البقرة: «بَلى‌ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ‌ 81

2- يخطي‌ء من يتصور أن مدة العقاب و زمانه ينبغي أن تكون على قدر مدّة الإثم و زمانه، لأن العلاقة بين الإثم و العقاب ليست علاقة زمانية بل كيفية، أى إنّ زمان العقاب يتناسب مع كيفية الإثم لا مع زمانه، فمثلًا قد يقدم شخص فى لحظة على قتل نفس محترمة، و طبقاً لما في بعض القوانين يحكم عليه بالحبس الدائم، فهنا نلاحظ أن زمن الإثم لحظة واحدة، فى حين أن العقاب قد يبلغ ثمانين سنة اذن المهمّ فى الإثم هو كيفيته لا كميّة زمانه.

3- قلنا: إن العقاب و المحاسبات فى يوم القيامة لها أثر طبيعيّ للعمل و خصوصية الذنب، و بعبارة أوضح: إن مايجده المذنبون من ألم و أذى يوم القيامة هو نتيجة أعمالهم التى أحاطت بهم فى الدنيا.

نقرأ فى القرآن كما فى سورة يس: «فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَ لا تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» 54 و نقرأ فى الآية (33) من سورة الجاثية: «وَ بَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ» و فى سورة القصص: «فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ» 84 و الآن و بعد ان اتضحت مقدمات هذه الاصول، فانّ الحلّ النهائي لهذا الاشكال لم يعُد بعيداً، و يكفي للوصل اليه أن نجيب على الأسئلة التالية.

و لنفرض أن شخصاً يبتلى بالقرحة المُعدية نظراً لإدمانه على المشروبات الكحولية لمدة

نام کتاب : المعاد في ضوء الدين و العقل و العلم نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست