نام کتاب : المعاد في ضوء الدين و العقل و العلم نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف جلد : 1 صفحه : 152
(فافهم). واللّه تعالى لايسئل
عمّا يفعل و هم يسئلون فهذا السؤال مع وجود الآيات الكثيرة فى عذاب الكفار و
الفساق لغو و من فضول الكلام. وكأنّ هؤلآء يعظ ربهم الحكيم العليم.
نعم
أنّ العقاب، سواء كان تكوينيّاً أو طبيعياً أو جعليّاً، مطابق للجرم، فان المعاقب
عادل حكيم خالق عالم بجميع الدقائق و الجزئيات. و أمّا أنّ العقاب و الثّواب
جعليان أو طبيعيان أو تكوينيان يخضعان قانون العلية و السببية أو متوسطان بينهما،
فبحث محتاج الى تحقيق صعب.
60- رابطة الجريمة و الجزاء
الجزاء
تابع للجريمة و المعصية، فلابد من تحقق مناسبة بينهما.
و
المناسبة قد تكون عقلائية إذا كانت الرابطة وضعية جعلية كما فى التعزيرات الشرعية
و القوانين الجزائية الدولية، و قد تكون طبيعية إذا كانت الرابطة علية كما فى
الأمراض و العلل و قد تكون عينية كما فى فرض تجسّم العمل بالجزاء. و هذه الأقسام
الثلاثة إستقرائية إذ يمكن أن تكون الرابطة بين المعصية و العقاب الاخروية رابطة
اخرى لا يدركها عقولنا.
و
هذه المناسبة قد تلحظ بمقدار الزمان و قد تلحظ بلحاظ الكيفيّة أو الكميّة.
فمن
قتل شيخاً كبيراً قريب الموت فى أوائل بلوغه و تكليفه عمداً يقتل به و ربما يسجن
حسب القوانين الوضعية حبس الأبد ثمانين سنة أو مائة سنة فالجريمة تحقق فى خمس
دقائق من الزمان و الجزاء حبس الثمانين أو مائة سنة و لا يلتفت أحد إلى عدم
المناسبة الزمانية بينهما. و هكذا و على كل هذه الإعتبارات المختلفة، لا يدرك
العقل سبب الخلود فى جهنم لمن كفر عمداً بعد بلوغه. خمسة سنين مثلًا أو خمسين سنة.
و
ما لفقوه فى الجواب، شعار و إستحسان و إحتمال و تخمين و الحق إرجاع الأمر إلى الله
الحكيم العادل.
نام کتاب : المعاد في ضوء الدين و العقل و العلم نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف جلد : 1 صفحه : 152