فعلى
هذا بطل القول المنسوب إلى أكثر أهل السنّة، و أمّا إنّ وقت تعلّق الروح في أثناء
الشهر الخامس- كما عن المشهور أو بعد مضي الشهر الخامس (أي في أوّل الشهر السادس)
كما يظهر من سيدنا الأستاذ- فلم يثبتا بعد بتمام حدودهما. فيحتمل تعلّق الروح في
أثناء الشهر الخامس و في أثناء الشهر السادس فضلا عن أوّل الشهر السادس، و لا دليل
معتبر عندنا يثبت أحد الاحتمالات الثلاثة.
و
الرواية التي استدلّ بها سيّدنا الأستاذ ضعيفة سندا و صالح بن عقبة مجهول على
الأقوى، بل وثاقة أبي شبل أيضا محلّ بحث؛ لاحتمال الاشتراك، و لا ملزم لتفصيل
البحث الرجالي هاهنا.
على
أنّها معارضة بموثّقة الحسن بن جهم قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السّلام يقول:
قال أبو جعفر عليه السّلام: «إنّ النطفة تكون في الرحم أربعين يوما ثمّ تصير علقة
أربعين يوما ثمّ تصير مضغة أربعين يوما، فإذا كمل أربعة أشهر بعث اللّه ملكين
خلّاقين ...[2]».
هذا
كلّه من جهة دلالة الروايات، و أمّا البحث من جهة الشهادات الطبّية فربّما يطمئنّ
الباحث بخلاف ما في الروايات، و بضرورة تأويله أو ردّ علمه إلى من صدر عنه.
و
قيل: لا يمكن الالتزام بشيء من أقوال الفقهاء؛ لمخالفتها لما تعرفه الحوامل
بالوجدان و الحسّ، و عرفه الأطبّاء قديما و حديثا بالبحث و التجربة، من أنّ حركة
الجنين تظهر في أوائل الشهر الرابع و تزداد بصورة تدريجية إلى أن تصبح في أواخر
هذا الشهر واضحة. فكيف يقولون بعدم نفخ الروح إلّا بعد انقضاء الشهر الرابع ....
و
العبرة في الحكم بحياة الجنين، بحركته المتميّزة عن الحركات الاختلاجية التي تحدث
أحيانا لغير الأحياء، كالذبيحة بعد زوال روحها، حتّى يصحّ جعلها علامة للحياة
الإنسانيّة.
أقول:
قد نقلنا حول هذه الحركة كلاما لبعض الأطبّاء و ما يتعلّق بها، و قلنا: إنّه لم يبلغ
درجة القطع بعد.
و
ذكرنا أيضا كلاما لطبيب أنّ حركة الجنين تحدث قبل أنّ تحسّها الحامل بكثير لكنّها
لصغر الجنين وسعة الكيس لا تحسّها، و إنّما تحسّها بعد ما يكبر الجنين، فانظره.
و
على كلّ العمدة تمييز الحركة الإرادية عن غيرها أولا ثمّ معرفة بدء الحركة زمانا،
فما ذكره