مَجدِكَ وجَلالَتِكَ؟ أو تَطبَعُ عَلى قُلوبٍ انطَوَت عَلى
مَحَبَّتِكَ؟ أو تُصِمُّ أسماعاً تَلَذَّذَتِ بِسَماعِ ذِكرِكَ في إرادَتِكَ؟ أو
تَغُلُّ أكُفّاً رَفَعَتهَا الآمالُ إلَيكَ رَجاءَ رَأفَتِكَ؟ أو تُعاقِبُ أبداناً
عَمِلَت بِطاعَتِكَ حَتّى نَحِلَت في مُجاهَدَتِكَ؟ أو تُعَذِّبُ أرجُلًا سَعَت
في عِبادَتِكَ؟
إلهي!
لا تُغلِق عَلى مُوَحِّديكَ أبوابَ رَحمَتِكَ، ولا تَحجُب مُشتاقيكَ عَنِ
النَّظَرِ إلى جَميلِ رُؤيَتِكَ.
إلهي!
أجِرني مِن أليمِ غَضَبِكَ، وعَظيمِ سَخَطِكَ، يا حَنّانُ يا مَنّانُ، يا رَحيمُ
يا رَحمنُ، يا جَبّارُ يا قَهّارُ، يا غَفّارُ يا سَتّارُ، نَجِّني بِرَحمَتِكَ
مِن عَذابِ النّارِ، وفَضيحَةِ العارِ، إذَا امتازَ الأَخيارُ مِنَ الأَشرارِ،
وهالَتِ الأَهوالُ، وقَرُبَ المُحسِنونَ، وبَعُدَ المُسيؤونَ، ووُفِّيَت كُلُّ
نَفسٍ ما كَسَبَت وهُم لا يُظلَمونَ.[1]
يا-
المُناجاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام فِي
الرَّهبَةِ