جالِيَةً لِقَلبي، شاخِصَةً[1] لِبَصيرَةِ لُبّي، غاسِلَةً لِدَرَني[2]، مُطَهِّرَةً لِنَجاسَةِ بَدَني، مُصَحِّحَةً فيها ضَميري، عاجِلَةً إلَى الوَفاءِ بِها بَصيرَتي[3].
وَاقبَل يا رَبِّ تَوبَتي، فَإِنَّها تَصدُرُ[4] مِن إخلاصِ نِيَّتي، ومَحضٍ مِن تَصحيحِ بَصيرَتي، وَاحتِفالًا[5] في طَوِيَّتي، وَاجتِهاداً في نَقاءِ سَريرَتي، وتَثبيتاً لِإِنابَتي[6]، مُسارَعَةً إلى أمرِكَ بِطاعَتي، وَاجلُ اللَّهُمَّ بِالتَّوبَةِ عَنّي ظُلمَةَ الإِصرارِ، وَامحُ بِها ما قَدَّمتُهُ مِنَ الأَوزارِ، وَاكسُني لِباسَ التَّقوى وجَلابيبَ الهُدى.
فَقَد خَلَعتُ رِبقَ[7] المَعاصي عَن جِلدي، ونَزَعتُ سِربالَ[8] الذُّنوبِ عَن جَسَدي، مُستَمسِكاً رَبِّ بِقُدرَتِكَ، مُستَعيناً عَلى نَفسي بِعِزَّتِكَ، مُستَودِعاً تَوبَتي مِنَ النَّكثِ بِخُفرَتِكَ، مُعتَصِماً مِنَ الخِذلانِ بِعِصمَتِكَ، مُقارِناً بِهِ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّابِكَ.[9]
260. عنه عليه السلام- مِمّا رَواهُ عَن آبائِهِ عليهم السلام عَن رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله عَن جَبرَئيلَ عليه السلام عَنِ اللَّهِ تَعالى فِي المُناجاةِ لِلِاستِقالَةِ-:
اللَّهُمَّ إنَّ الرَّجاءَ لِسَعَةِ رَحمَتِكَ أنطَقَني بِاستِقالَتِكَ، وَالأَمَلَ لِأَناتِكَ ورِفقِكَ شَجَّعَني عَلى طَلَبِ أمانِكَ وعَفوِكَ، ولي يا رَبِّ ذُنوبٌ قَد واجَهَتها أوجُهُ الانتِقامِ، وخَطايا قَد لاحَظَتها أعيُنُ الاصطِلامِ[10]، وَاستَوجَبتُ بِها عَلى عَدلِكَ أليمَ العَذابِ، وَاستَحقَقتُ
[1]. في البلد الأمين وبحار الأنوار:« شاحذة».
[2]. الدَرَنُ: الوَسَخُ( النهاية: ج 2 ص 114« درن»).
[3]. في البلد الأمين وبحار الأنوار:« مصيري».
[4]. في البلد الأمين وبحار الأنوار:« بصدقٍ» بدل« تصدر».
[5]. في البلد الأمين وبحار الأنوار:« واحتفالٍ» وكذا الموارد الآتية.
[6]. الإنابة: الرجوع إلى اللَّه بالتوبة( لسان العرب: ج 1 ص 774« نوب»).
[7]. الرِبْقُ: حبل فيه عدّة عرى تشدّ به البهم( لسان العرب: ج 10 ص 112« ربق»).
[8]. السِربالُ: القميص( النهاية: ج 2 ص 356« سرب»).
[9]. مهج الدعوات: ص 262، البلد الأمين: ص 518 كلاهما عن محمّد بن الحارث النوفلي، بحار الأنوار: ج 94 ص 117 ح 17.
[10]. الاصطلام: الاستئصال( لسان العرب: ج 12 ص 340« صلم»).