فَقالَ أبو عَبدِاللَّهِ عليه السلام: فَما تَقولُ أنتَ؟ قُلتُ: إنَّ
جَبرَئيلَ عليه السلام أتاهُ فِي اليَومِ الأَوَّلِ بِالوَقتِ الأَوَّلِ وفِي
اليَومِ الأَخيرِ بِالوَقتِ الأَخيرِ، ثُمَّ قالَ جَبرَئيلُ عليه السلام: ما
بَينَهُما وَقتٌ.
فَقالَ
أبو عَبدِاللَّهِ عليه السلام: يا حُمرانُ، إنَّ زُرارَةَ يَقولُ: إنَّ جَبرَئيلَ
عليه السلام إنَّما جاءَ مُشيراً عَلى رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله،
وصَدَقَ زُرارَةُ، إنَّما جَعَلَ اللَّهُ ذلِكَ إلى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و
آله، فَوَضَعَهُ وأشارَ جَبرَئيلُ عليه السلام بِهِ عَلَيهِ.[1]
25.
الإمام الصادق عليه السلام: إنَّ اللَّهَ عز و جل أدَّبَ
نَبِيَّهُ فَأَحسَنَ أدَبَهُ، فَلَمّا أكمَلَ لَهُ الأَدَبَ قالَ:
«إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ»[2].
ثُمَّ فَوَّضَ إلَيهِ أمرَ الدّينِ وَالامَّةِ لِيَسوسَ عِبادَهُ، فَقالَ عز و جل:
«ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا»[3]،
وإنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله كانَ مُسَدَّداً مُوَفَّقاً مُؤَيَّداً
بِروحِ القُدُسِ، لا يَزِلُّ ولا يُخطِئُ في شَيءٍ مِمّا يَسوسُ بِهِ الخَلقَ،
فَتَأَدَّبَ بِآدابِ اللَّهِ.
ثُمَّ
إنَّ اللَّهَ عز و جل فَرَضَ الصَّلاةَ رَكعَتَينِ رَكعَتَينِ عَشرَ رَكَعاتٍ،
فَأَضافَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله إلَى الرَّكعَتَينِ رَكعَتَينِ،
وإلَى المَغرِبِ رَكعَةً، فَصارَت عَديلَ الفَريضَةِ، لا يَجوزُ تَركُهُنَّ إلّا
في سَفرٍ، وأفرَدَ الرَّكعَةَ فِي المَغرِبِ فَتَرَكَها قائِمَةً فِي السَّفَرِ
وَالحَضَرِ، فَأَجازَ اللَّهُ عز و جل لَهُ ذلِكَ كُلَّهُ، فَصارَتِ الفَريضَةُ
سَبعَ عَشرَةَ رَكعَةً. ثُمَّ سَنَّ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله
النّوافِلَ أربَعاً وثَلاثينَ رَكعَةً مِثلَيِ الفَريضَةِ، فَأَجازَ اللَّهُ عز و
جل لَهُ ذلِكَ.[4]
راجع:
ح 18 و 20 و 31 و 531 و 540.
[1]. الكافي: ج 3 ص 273 ح 1،
رجال الكشّي: ج 1 ص 355 ح 227، منتقى الجمان: ج 1 ص 422، بحار الأنوار: ج 82 ص 359
ح 42، بحار الأنوار: ج 35 ص 211 ح 12.
[4]. الكافي: ج 1 ص 266 ح 4،
منتقى الجمان: ج 1 ص 376 كلاهما عن فضيل بن يسار، المحاسن: ج 2 ص 50 ح 1149 عن على
بن مهزيار نحوه وليس فيه صدره إلى« بآداب اللَّه» وليس فيهما ذيله من« ثم سنّ رسول
اللَّه صلى الله عليه و آله»، بحار الأنوار: ج 17 ص 4 ح 3.