25. التوحيد عن عليّ بن سالم عن أبيه: سَأَلتُ الصّادِقَ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ عليه السلام فَقُلتُ لَهُ: يَابنَ رَسولِ اللَّهِ، ما تَقولُ فِي القُرآنِ؟
فَقالَ: هُوَ كَلامُ اللَّهِ، وقَولُ اللَّهِ، وكِتابُ اللَّهِ، ووَحيُ اللَّهِ وتَنزيلُهُ، وهُوَ الكِتابُ العَزيزُ الَّذي «لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ، تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ»[1].[2]
26. الاحتجاج عن صفوان بن يحيى: سَأَلَني أبو قُرَّةَ المُحَدِّثُ- صاحِبُ شُبرُمَةَ- أن ادخِلَهُ عَلى أبِي الحَسَنِ الرِّضا عليه السلام، فَاستَأذَنَتُهُ[3] فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ فَسَأَلَهُ عَن أشياءَ مِنَ الحلَالِ وَالحَرامِ وَالفَرائِضِ وَالأَحكامِ، حَتّى بَلَغَ سُؤالُهُ إلَى التَّوحيدِ ... فَقالَ أبو قُرَّةَ: فَما تَقولُ فِي الكُتُبِ؟
فَقالَ أبُو الحَسَنِ عليه السلام: التَّوراةُ وَالإِنجيلُ وَالزَّبورُ وَالفُرقانُ وكُلُّ كِتابٍ انزِلَ كانَ كَلامَ اللَّهِ، أنزَلَهُ لِلعالَمينَ نوراً وهُدىً، وهِيَ كُلُّها مُحْدَثَةٌ وهِيَ غَيرُ اللَّهِ، حَيثُ يَقولُ: «أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً»[4] وقالَ: «ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَ هُمْ يَلْعَبُونَ»[5] وَاللَّهُ أحدَثَ الكُتُبَ كُلَّهَا الَّتي أنزَلَها.
فَقالَ أبو قُرَّةَ: فَهَل تَفنى؟
فَقالَ أبُو الحَسَنِ عليه السلام: أجمَعَ المُسلِمونَ عَلى أنَّ ما سِوَى اللَّهِ فانٍ، وما سِوَى اللَّهِ فِعلُ اللَّهِ، وَالتَّوراةُ وَالإِنجيلُ وَالزَّبورُ وَالفُرقانُ فِعلُ اللَّهِ، ألَم تَسمَعِ النّاسَ يَقولونَ:
«رَبُّ القُرآنِ» وإنَّ القُرآنَ يَقولُ يَومَ القِيامَةِ: يا رَبِّ هذا فُلانٌ- وهُوَ أعرَفُ بِهِ مِنهُ- قَد أظمَأتُ نَهارَهُ وأسهَرتُ لَيلَهُ فَشَفِّعني فيهِ. وكَذلِكَ التَّوراةُ وَالإِنجيلُ وَالزَّبورُ،
[1]. فصّلت: 42.
[2]. التوحيد: ص 224 ح 3، الأمالي للصدوق: ص 639 ح 861، روضة الواعظين: ص 46، بحار الأنوار: ج 92 ص 117 ح 3.
[3]. في المصدر:« فاستأذنه»، والتصويب من بحار الأنوار.
[4]. طه: 113.
[5]. الأنبياء: 2.