الاجماع على قرآنيتهما، كان في مقدمة من آمن بأنهما من القرآن[1].
و دعوى أنهما ليستا في مصحف ابن مسعود.
يقابلها:
أن البعض يذكر: أن ابن مسعود قد كتبهما في مصحفه على أنهما عوذتان، نزل بهما جبرئيل عليه السلام[2].
إلا أن يقال: إن ما كان كذلك، يكتب بصورة متميزة، توضح أنه ليس من جملة القرآن ..
تكفير منكر المعوّذتين:
و لكننا نجد في مقابل ذلك: أن يزيد بن هارون، قال: المعوذتان بمنزلة البقرة و آل عمران، من زعم أنهما ليستا من القرآن؛ فهو كافر باللّه العظيم[3].
فقيل له: فقول عبد اللّه بن مسعود فيهما؟!.
فقال: لا خلاف بين المسلمين، في أن عبد اللّه بن مسعود مات، و هو لا يحفظ القرآن كله[4].
و دعوى عدم الخلاف هذه، لا ريب في أنها تجنّ على ابن مسعود، كما يعلم من النصوص التي تقدمت في بعض الفصول ..
محاولة غير موفقة:
و حاول البعض؛ أن يجيب: بأن ابن مسعود إنما لم يكتب المعوذتين في
[1] مناهل العرفان ج 1 ص 269 و راجع: شرح الشفاء لملا علي القاري ج 2 ص 315.
[2] راجع: البحر الزخارج ج 2 ص 249 و جواهر الاخبار و الآثار بهامشه.
[3] قال النووي في شرح المهذب: إن على ذلك اجماع المسلمين راجع شرح الشفاء للقاري ج 2 ص 315 و راجع أيضا: المحلى ج 1 ص 13.
[4] الجامع لاحكام القرآن ج 1 ص 53.