في عدم صحة ما ورد في أوائل هذا الكتاب، في الفصل الاول فيه، مما يدل على نقص الكتاب الكريم، أو تحريفه و قد اتضحت الكثير من الامور التي تفيد في تفنيد تلك الادعاءات، و دحض هاتيكم الافتراءات ..
و حيث إن التعرض لذلك، لا يعني سوى مجرد الإعادة لما سبق، فإننا تكل أمر ذلك إلى ذكاء القارئ و فطنته، فان ثقتنا به كبيرة، و هو لذلك حري و جدير.
الامام البلاغي: البحّاثة النيقد:
و بعد .. فانني حين الاشتغال بطباعة هذا الكتاب، وجدت: أن العلامة الحجة الشيخ البلاغي رحمه اللّه، قد تعرّض في كتابه القيم: آلاء الرحمان ص 19- 25 لبعض ما ادعي نسخ تلاوته، و فنّده بالطريق العلمي الرصين و القوي.
و بما أنه قد تعرّض لنقاط جديرة بالاهتمام و الملاحظة، فقد رأيت أن الحق كلامه بعينه في هذا الفصل، إتماما للفائدة، و وفاء لهذا العالم النيقد، و البحاثة الفذ ..
فقد قال رحمه اللّه تعالى:
لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب:
في الجزء الخامس من مسند أحمد، عن أبيّ بن كعب، قال: ان رسول اللّه (ص) قال: انّ اللّه أمرني ان اقرأ عليك القرآن. قال: فقرأ: «لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ» فقرأ فيها: «لو أنّ ابن آدم سأل واديا من مال، فاعطيه، لسأل ثانيا، فلو سأل ثانيا فاعطيه لسأل ثالثا، و لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، و يتوب اللّه على من تاب، و ان ذلك الدين القيم عند اللّه الحنيفية، غير المشركة، و لا اليهودية، و لا النصرانية. و من يعمل خيرا فلن يكفره».