و نقول: إنهم يقولون: إن زيد بن ثابت هو الذي جمع القرآن، بأمر من أبي بكر و عمر، و باشرافهما؛ فمن الذي يمكن أن يكون قد أسقط هذه الآية المزعومة غيره؟! و لا بد أن يكون ذلك عن رضى، و مما لأة منهم!!.
و بعد أن اطلع عمر على اسقاطها- إن كان ذلك سهوا!!- فقد صار هو و عبد الرحمان بن عوف شاهدين؛ فليشهدا عند زيد، و ليثبتها في القرآن، أليس يقولون: إنه كان يكتب القرآن إذا شهد اثنان من الصحابة بقرآنيته!! ..
و بعد .. فما هو المعنى المتميز لهذه الآية المزعومة، الذي دعاهم إلى اسقاطها؟
أليس الأمر بالجهاد موجودا في القرآن؟! و ما هي الفائدة المتوخاة من قوله:
«كما جاهدتم أول مرة»؟.
إلى غير ذلك من الاسئلة، التي يمكن ان تستخلص مما قدمناه من مطالب فيما سبق من صفحات ..
و ان كانت قد سقطت، من عهد رسول اللّه (ص)، بحيث يكون النبيّ (ص) نفسه هو الذي أسقطها .. فهل اسقطها من مصحفه، و من سائر مصاحف الصحابة؟؟ و هل اسقطها من حفظ الحفاظ الذين كانوا في طول البلاد و عرضها؟!.
و لو كان كذلك فلماذا لم يعرف ذلك عمر، و لم يصل إليه، و هو الرجل الملازم للنبيّ و الذي كان إذا غاب اخبره صاحبه ابو بكر بكل ما يجدّ و يحصل؟!.
السورة المزعومة في الولاية:
و بالنسبة إلى سورة الولاية المزعومة، فلم يذكرها أحد من المتقدمين، و إنما وجدت مؤخرا في كتاب: دبستان المذاهب[1] .. فيظهر: أنها من وضع الغلاة.
[1] بحر الفوائد ص 101 عن كتاب دبستان المذاهب و مختصر التحفة الاثنى عشرية ص 31 و 32.