إنما يقولونه بالنسبة لما ينزل أمام اعينهم، و لا ينتظرون إلى تمام نزول السورة في أوقات متباعدة.
إلا أن يكون قد اطلق لفظ سورة، و أراد بها حتى ما يعم الآية و لكنه احتمال بعيد، و يحتاج إلى اثبات.
ترتيب القرآن حسب النزول:
و لكن لا يخفى: ان الذي كان قرآنه مرتبا على حسب النزول، هو أمير المؤمنين عليه السلام ..
و قول عكرمة- الذي كان يرى رأي الخوارج-: انه لو اجتمعت الإنس و الجن، ليرتبوه حسب النزول لما استطاعوا[1].
لا مبرر له .. فان ذلك ممكن، و مقدور، و سهل و ميسور، لمن عاصر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و اطلع على نزول الآيات تدريجا، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- كما سيأتي إن شاء اللّه تعالى- يمليه على عليّ عليه السلام، أولا بأول، و يكتبه بخط يده، و ما كتب آية إلا و قد علّمه (ص) تأويلها، و تفسيرها، و ناسخها، و منسوخها ..
و لعل عكرمة قد أراد بذلك تبرير عمل أولئك الذين جمعوا قرآنا لهم، حذفوا منه، التفسير، و التأويل، و شأن النزول .. و لم يستطيعوا أن يرتبوه حسب النزول، أو لعلهم لم يريدوا أن يفعلوا ذلك، لسبب أو لآخر ..
ترتيب سور المصحف الموجود فعلا:
هذا .. و لا شك في أن المصحف الموجود فعلا، و هو الذي جمع عثمان الناس