و في رواية اخرى: ان سعيدا، و عبد اللّه بن الحرث يعربانه.
هذا بعض حال هذه الروايات في تعارضها و اضطراباتها، و من جملة ما جاء فيها ما مضمونه: ان براءة آخر ما نزل من القرآن؛ فما ترى لهذه الرواية من القيمة التاريخية. فانظر الى الجرء الأوّل من كنز العمال و منتخبه اقلا[1].
حديث جمع القرآن في عهد الخلفاء:
و إذا كانت روايات أهل السنة قد اختلفت، حول موضوع جمع القرآن في عهد الخلفاء، بواسطة زيد بن ثابت. فنحن نختار واحدة من تلك الروايات، و نحيل القارىء إلى الكتب و المصادر، التي ذكرت سائرها[2]؛ فنقول:
روى البخاري في صحيحه، عن زيد بن ثابت، قال:
أرسل إليّ أبو بكر، مقتل أهل اليمامة؛ فاذا عمر بن الخطاب عنده؛ فقال أبوبكر:
إن عمر أتاني؛ فقال: إن القتل استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، و أنا أخشى: أن يستحر القتل بالقراء في المواطن؛ فيذهب كثير من القرآن، و إني أرى: أن تأمر بجمع القرآن ..
فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول اللّه (ص).
قال عمر: هو و اللّه خير ..
فلم يزل يراجعني: حتى شرح اللّه صدري لذلك؛ و رأيت في ذلك الذي رأى عمر ..
قال زيد: قال أبو بكر: إنك شاب عاقل، لا نتهمك، و قد كنت تكتب