لقد اختلفت روايات أهل السنة، حول موضوع جمع القرآن، بواسطة زيد بن ثابت، أو هو مع غيره، في عهد الخلفاء، أو في عهد رسول اللّه (ص)، و يكفي أن نذكر هنا، ما قاله البلاغي و الفضل بن شاذان، الذين أشارا إلى جانب من هذه التناقضات .. على أن نترك بقية موارد ذلك إلى من يرغب بتتبع الروايات، ثم المقارنة فيما بينها، فنقول:
قال ابن شاذان؛ مخاطبا أهل السنة:
«و رويتم: أنه جمع القرآن على عهد رسول اللّه، ستة نفر، كلهم من الأنصار، و أنه لم يحفظ القرآن إلا هؤلاء النفر ..
فمرة تروون: انه لم يحفظه قوم.
و مرة تروون: انه ذهب منه شيء كثير.
و مرة تروون: انه لم يجمع القرآن أحد من الخلفاء إلا عثمان.
فكيف ضاع القرآن و ذهب، و هؤلاء النفر قد حفظوه، بزعمكم، و روايتكم؟!.
ثم رويتم بعد ذلك كله: ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، عهد إلى علي بن أبي طالب عليه السلام: أن يؤلف القرآن؛ فألفه، و كتبه.
و رويتم: ان ابطاءه على ابي بكر بالبيعة [على ما] زعمتم؛ لتاليف القرآن؛