الحقيقية. كما قال تعالى: وَ إِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ[1].
فيصل الإنسان إلى اللّه و يعرفه، من خلال إحساسه بنعمه و تفضلاته عليه و فيوضاته المتلاحقة و الغامرة. فيبحث عنه، و يعرفه ليقف موقف العرفان، لأن معرفته تعالى عن طريق الإحساس بالنعمة، تكون أعمق و أدق و أكثر تأثيرا من معرفته عن طريق الاستدلال الفلسفي، العقلي، النظري، لأن هذه المعرفة حسية، ثم تترقى لتصبح وجدانية، ثم فطرية، يتفاعل معها بأعماقه، و بكل أحاسيسه و مشاعره و بفطرته. ثم هو يبادر إلى الثناء على هذا المنعم، و بعد ذلك يبادر إلى شكره، و الوقوف في موقع الطاعة و الانقياد.
و هذا هو معنى وجوب شكر المنعم الذي دل عليه القرآن: