responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير سورة الفاتحة نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 39

و من جهة أخرى: إننا نتعامل مع هذه الأسماء من خلال مزيج من الإدراكات العقلية، و الفطرية، مع الأحاسيس و المشاعر الفطرية و الوجدانية. فهي ليست أسماء ذات طابع عقلي فلسفي محض ..

فصفات العزيز الجبار، الرحيم الشافي، التواب، الحنان الخ .. هي أسماء تحاكي الفطرة و تناجيها، و تناغيها، و تلامس الضمير و الوجدان، و تثيره، و تشعر من خلالها بأنك قريب من اللّه، مع انك لا تستطيع أن تدرك نفس الذات.

و من هنا نعرف السر في أنه تعالى قد أمرنا أن ندعوه بواسطة تلك الأسماء، و أن نجعلها و سيلتنا في الدعاء، لأننا حينما نتوجه إليه بالدعاء نكون بأمّس الحاجة إلى الإحساس و الشعور به عز و جل .. لا أن ندركه و نتصوره، فان ذلك ليس هو المهم.

و تلك الأسماء توفر لنا ذلك الشعور العميق المفعم بالمعاني الحية، و المثيرة لكوامن الإحساس به و بوجوده، و بالحاجة إليه، و بالضعف أمامه، و غير ذلك من معان توحي لنا بها تلك الأسماء. انها تجعلنا نتفاعل معه، و نعيش في رحابه، و ننطلق في آفاقه، و تترك آثارها على كل وجداننا، و على حياتنا العملية، على حركتنا و موقفنا و سلوكنا مع الناس، و مع أنفسنا، انها تحل مشاكلنا النفسية، و الروحية، من حيث انها توحي إلينا بالمعاني التي نشعر أننا بحاجة لأن نتلمسها و نعيشها، و نشعر أنها أدواتنا التي توصلنا إلى ما نطمح‌

نام کتاب : تفسير سورة الفاتحة نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست