فترى: أن الآيات الكريمة إما ناظرة إلى المؤمنين، كالآية الأخيرة، و إما ناظرة إلى العصاة و المنحرفين بغض النظر عن الديانة التي ينتمون إليها ...
التوضيح و التطبيق:
و لتوضيح ما سبق نقول:
إنه تعالى قد ذكر صفتين، قد تتوافقان، و قد تختلفان أي أن النسبة بينهما يكون هي العموم و الخصوص من وجه، كالطير و الأسود، حيث يتوافقان في الغراب، الذي هو طير و أسود، و قد لا يكون الأسود طيرا، بل يكون ثوبا مثلا. و الطير قد يكون حماما أبيضا. فكل من الطير و الأسود أعم من الآخر، و أخص منه من وجه.
و المغضوب عليهم و الضالون أيضا كذلك، فقد يكون الإنسان ضالا في عقيدته، و أفكاره. و مجرما في سلوكه و أفعاله، و إجرامه يثير الغضب، فيبادر الغاضب إلى مجازاته. و قد يكون ضالا لكنه ليس بمجرم، فلا يثير غضبا و لا يستحق التأديب و الجزاء المناسب. و قد يكون مجرما، لكنه ليس بضال.