أولا: إن كلمة غير قد يوصف بها المعرفة أيضا، و ذلك إذا وقعت بين متقابلين، مثل: الحركة غير السكون، حيث إن التقابل بين السابق و اللاحق يقرّبها من المعرفة، لإتضاح معناها بواسطة الطرف الآخر الذي وقعت وصفا له .. و ما نحن فيه من هذا القبيل، لوقوعها بين من أنعم عليهم، و بين المغضوب عليهم. فصح وصف المعرفة بها هنا أيضا لأجل ذلك.
و ثانيا: كلمة الذين ليست من قبيل المعرف بالعلمية، لأنها إنما تعرفت بواسطة الصلة، و هذا التعريف لا يصل إلى درجة سائر المعارف من حيث درجة التحديد، بل يبقى لكلمة (الَّذِينَ) عموم وسعة. فكلمة الذين شبيهة ب (ال) الجنسية أو الحقيقية التي تدخل على كلمة (رجل). و (بعير) فتقول: الرجل.
و البعير. و الكريم. فإنها لا تصل إلى درجة التحديد و التعريف بالعلمية.
إذن، فيصح وصف كلمة الذين التي عرّفت بالصلة بكلمة: غير المغضوب عليهم. و إن كانت متوغلة في الإبهام، لأنها قد تضيقت بالمضاف إليه كما تضيقت كلمة الذين بصلتها.