و لأجل ذلك يكون الشهداء سعداء، و الأنبياء و الصالحون و الأولياء سعداء، و في نعمة حقيقية. هم في نعمة و في سعادة حتى و هم يتألمون و يواجهون المحن، و البلايا، و يستشهدون. و تأكل السيوف أجسادهم.
و هذا ما يفسر لنا: قول مسلم بن عوسجة، أو سعيد بن عبد اللّه الحنفي للإمام الحسين عليه السّلام في كربلاء: لو علمت أني أقتل فيك ثم أحيا، ثم أحرق حيا، ثم أذرى، يفعل بي ذلك سبعين مرة، ما فارقتك، حتى ألقى حمامي دونك[1].
و قال علي عليه السّلام: و اللّه، لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه[2].
و حين ضرب عليه السّلام بسيف ابن ملجم لعنه اللّه قال:
[1] نفس المهموم ص 206 ط سنة 1412 ه دار المحجة البيضاء و اللهوف ص 39. و مقتل الحسين للمقرم ص 256 عن الإرشاد للمفيد و عن تاريخ الطبري ج 6 ص 239.
[2] نهج البلاغة- بشرح عبده- ج 1 ص 41 ط دار المعرفة- بيروت.
[3] ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق( بتحقيق المحمودي) ج 3 ص 303. و مقتل أمير المؤمنين عليه السّلام لابن أبي الدنيا مطبوع في مجلة تراثنا سنة 3 عدد 3 صفحة 96. و ينابيع المودة ص 65.