و لا أقل من أن ذلك لن يكون قادرا على الإثارة و الإغراء بمستوى ما لو كان المضمون حسيا و متجسدا.
أضف إلى ما تقدم: أن من مصلحة الإنسان أن يتطلب أقصى درجات الهداية و أجداها و أوضحها، و أشدها تأثيرا، و الهداية الحسية هي الأقوى و الأجدى حيث تريك القيم، و الجمالات متجسدة أمامك، و تدفع بك، و تشدك إليها.
فإذا صاحب ذلك تنفير، و تخويف من صراط الضالين و المغضوب عليهم. فإن كل المقومات المطلوبة للاندفاع بقوة تصبح جاهزة و مستعدة للتأثير و للتحريك باتجاه الهدف الأقصى و الأسمى.
و بعبارة أوضح: إن النعمة و الاستزادة هي هدف الطالب في جامعته، و هدف المزارع في حقله، و هدف العابد في محرابه، و .. و يتحرك الإنسان من أجل الحصول عليها بصورة عفوية فيسلك إليها أقرب السبل و أكثرها أمنا. و هو الصراط المستقيم.
فإحساسه بأن ثمة نعمة و ثمة استزادة، يمثل دافعا له إلى التحرك نحوها. و إن الغضب الإلهي- و اللّه سبحانه هو أعظم قوة تملك التصرف في حياة و شؤون الإنسان و غير الإنسان. ثم الضلال عن الهدف، و عن طريق الوصول إليه، نعم، إن هذا الغضب و ذلك الضلال لما كان الإنسان ينفر منه و يبتعد عنه