و حين تكون جنسية فذلك أقوى في الدلالة على المقصود، حيث تشير إلى أن طبيعة الصراط المستقيم هي الإيصال إلى الهدف.
فيكون المراد: أن الصراط جنس منحصر في فرد، كالشمس، التي هي معنى عام و كلي منحصر في هذا الجرم السماوي المضيء بالنهار و إذا أنحصر الجنس في فرد، فإن كل القلوب و العقول، و الأبصار، و حركة اليد في إشاراتها تتوجه إليه مباشرة و إلى خصوصيته، بسبب تفرده و تعينه.
وصف الصِّراطَ بالمستقيم: لماذا؟!
قالوا: إن كلمة (الصِّراطَ) تعني الخط الأقرب بين نقطتين. فهو إذن يستبطن الاستقامة. لأن أقرب خط بين نقطتين هو الخط المستقيم و هذا الخط واحد، و لا يمكن التعدد فيه.
و هو أيضا يصلك بالهدف بصورة مباشرة.
و لذا، لو افترضنا خطين متوازيين يسيران، فإنهما لن يلتقيا في نقطة و هدف واحد، بل يصل إليه أحدهما دون الآخر. اما في صورة التعرج فقد يصل الخطان إلى الهدف، و قد يكون التخلف عنه منهما معا، أو من أحدهما.