الإنسان من التحرك بصورة سليمة و قويمة باتجاه ذلك الهدف حتى بلوغه.
و هذا كما لو اشتريت جهاز كمبيوتر مثلا، فإن تشغيله بصورة عشوائية لن يحقق الأهداف المتوخاة منه. فلا بد من التماس طريقة التشغيل و تعليماته من نفس صانع ذلك الجهاز، ثم الالتزام الدقيق بها لتحصل على ما يراد الحصول عليه منه.
و الإنسان أيضا قد زوّده اللّه بأجهزة تتناسب و تتناغم مع كل ما أودعه اللّه من أسرار في هذا الكون الذي يريد من خلال التعامل معه أن يصل إلى اللّه سبحانه و يبلغ رضوانه و يسعد بإنسانيته- لا بالمال و لا بالمنصب، و لا بالجمال أو الشكل، و لا بغير ذلك- و ينطلق ليحيا الحياة الحقيقية بعمق، و بكل ما يملك من طاقات- كما أشار إليه تعالى حين قال: إِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ[1].
و أي استعمال لهذه الأجهزة بغير الطريقة المرسومة لن ينجح في تحقيق هذا التناغم فيما بينها و بين سائر نواميس الطبيعة، فيكون الخلل، و يكون الخسران.
إذن، فلا بد من الطاعة الدقيقة و الشاملة لأوامره تعالى.
و هو المراد بالعبادة. و لا يمكن السماح بأصغر مخالفة للتعليمات