responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فوائد الاُصول نویسنده : الغروي النّائيني، الميرزا محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 21

ما كان يقتضيه نفس الذات، و منتزعا عن مقام الهويّة، فمثل حرارة الماء يكون من العرض الغريب لأنّ عروض الحرارة على الماء يكون بواسطة امر خارج مباين، بل ما كان يعرض الشّي‌ء بواسطة امر خارج مط، سواء كان أعمّ أو أخصّ أو مباينا، يكون من العرض الغريب اتّفاقا، و انّما المختلف فيه ما كان يعرض الشّي‌ء بواسطة امر خارج مساوي، كالضّحك العارض للإنسان بواسطة التّعجب، حيث ذهب بعض إلى انّه من العرض الذّاتي، و بعض آخر إلى انّه من العرض الغريب، فالعبرة في العرض الذاتي عندهم هو كونه بحيث يقتضيه نفس الذات، لا ما لا يكون له واسطة في العروض، هو انّ البحث في غالب مسائل العلوم ليس بحثا عن العوارض الذّاتية لموضوع تلك المسألة على وجه يقتضيه ذات الموضوع، بداهة انّ خبر الواحد مثلا بهوية ذاته لا يقتضى الحجّية، إذ الحجّية انّما هي من فعل الشّارع.

فالبحث عن حجّية خبر الواحد ليس بحثا عن العوارض الذاتية للخبر، و كذا الكلام في سائر المسائل لعلم الأصول و غيره من العلوم، كقولنا: الفاعل مرفوع، و المفعول منصوب، فانّ الرّفع و النّصب ليسا ممّا يقتضيه نفس ذات الفاعل و المفعول بهويتهما، بل لمكان لسان العرب، حيث انّهم يرفعون الفاعل و ينصبون المفعول، فيلزم بناء على ما قيل في تفسير العرض الذاتي ان يكون البحث في غالب العلوم بحثا عن العوارض الغريبة لموضوع العلم، فلا بدّ من توسعة العرض الذاتي، حتّى يكون البحث في مسائل العلوم بحثا عن العوارض الذاتيّة لموضوعاتها، بان يقال:

انّ العرض الذاتي هو ما كان يعرض نفس الذات بلا واسطة في العروض و ان كان لأمر لا يقتضيه نفس الذات. و على هذا يكون البحث في جميع مسائل العلوم بحثا عن العوارض الذاتيّة، بداهة انّ الحجّية عارضة لذات الخبر و ان كان ذلك بواسطة الجعل الشّرعي، و كذلك الرّفع و النّصب يعرضان لذات الفاعل و المفعول، و ان كان ذلك لأجل لسان العرب.

فالضّابط الكلّي للعرض الذاتي، هو ان لا يتوسّط بينه و بين الموضوع امر يكون هو معروض العرض أوّلا و بالذات، كما هو الشّأن في الوسائط العروضيّة.

إذا عرفت ذلك فالكلام في المقام يقع من جهات:

نام کتاب : فوائد الاُصول نویسنده : الغروي النّائيني، الميرزا محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست