عليها، من دون أن يكون لشيء من ذلك وجود على أرض الواقع، بل هي كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ[1].
ولنا في التجربة الحاضرة أعظم شاهد على ذلك. فإن انفتاح العالم على التشيع وعلى هذه الممارسات في بلادنا بدأ بعد الحرب العالمية الأولى، حيث ارتفع حاجز التقية نسبياً، وبدأ العالم يتصل بعضه ببعض، وأخذت هذه الممارسات الصارخة تظهر للآخرين.
وقد بدأت سهام النقد والاستنكار لها في موجة (العلمانية الثقافية) التي حاولت اكتساح الدين عموماً، والاستهانة به وبممارساته كافة. وقد استشعر كثير ممن ينتسب للدين بالضعف والوهن أمام ذلك.
وحسب بعضهم أن هذه الممارسات هي سبب الحملة المذكورة، أو من أسبابها، فارتفعت أصواتهم باستنكارها باسم الإصلاح أملًا في رضا الآخرين، غفلة عن حقيقة الحال. لكنه لم يفلح في منعها بسبب إصرار الجماهير غير المحدود عليها.
حتى إذا انحسرت تلك الموجة، واسترجع الدين موقعه في النفوس، وبدأ احترامه عالمياً، لم نسمع صيحات الاستنكار لهذه الممارسات إلا من قِبَل أعداء أهل البيت (صلوات الله عليهم)، ومن بعض من هو مغرم بالتجديد والتطوير حباً له، أو حذراً من نقد الآخرين.
ولذا لم توجب هذه الممارسات تأخر التشيع عالمياً في هذه المدة الطويلة، بل هو في تقدم مستمر رغم إغراق الجمهور الشيعي في الممارسات المذكورة وظهورها للعالم أجمع.