الشريفة وثقافتهم السامية من الضياع والتحريف والتحوير.
ولهذا أمكن وقوع الغيبة الكبرى بانقطاع خاتم الأئمة المهدي المنتظر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) عن الاتصال المباشر بالشيعة، لاكتفاء الشيعة بما عندهم من تعاليم وثقافة دينية تقوم بها الحجة عليهم، وعلى الناس من مختلف الفئات والأديان والمذاهب لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ[1].
وكأنه إلى ذلك يشير حديث المفضل بن عمر قال: «قال لي أبو عبد الله (ع): اكتب وبث علمك في إخوانك. فإن متّ فأورث كتبك بنيك، فإنه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه إلا بكتبهم»[2].
ظهور المرجعيات الدينية بضوابطها الشرعية
وقد انبثقت من تلك الحوزات- نتيجة الحاجة الملحة، خصوصاً بعد الغيبة الكبرى- المرجعيات الدينية، بضوابطها الشرعية المعذرة بين يدي الله عز وجل.
وعمدة تلك الضوابط- بعد العلم بأحكام الدين- العدالة بمرتبة عالية تناسب ثقل الأمانة التي يعهد فيها للمرجع، وهي دين الله تعالى القويم، حيث يتعرض المرجع لضغوط نفسية وخارجية كثيرة في عملية الوصول للحكم الشرعي، وفي الفتوى وتثقيف عموم المؤمنين به.
فلابد من قوة العدالة، تبعاً لشدة الخوف من الله عز وجل، لتكون حاجزاً دون الانحراف أمام تلك الضغوط ومانعاً من الاستجابة لها مهما اشتدت.