وما ورد عنهم عليهم السلام في ذلك كثير جداً. وبمضامين في غاية السمو والرفعة. ولا يسعنا التعرض لها إجمالًا، فضلًا عن تفصيل الكلام فيها. ويسهل الاطلاع عليها بالرجوع لتراثهم الرفيع.
دعم مقام الإمامة بالكرامات والمعاجز
وقد دعم ذلك وأكده ما صدر منهم (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، إماماً بعد إمام، من الكرامات الباهرة، والمعاجز الخارقة التي تأخذ بالأعناق.
وقد بدأ ذلك أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، وتتابع عليه الأئمة من ولده عليهم السلام، حتى نشأ عليه الشيعة، وعرف بينهم، فكان من دلائل الإمامة التي تتوقع ممن يتصدى لها أو يدعيها. وكثيراً ما يطالب الإمام بها كشاهد على إمامته.
وهذه المفاهيم والأمور كلها غريبة على جمهور المسلمين، حسبما نشؤوا عليه من مفاهيم الإمامة، وواقع أئمتهم. حتى ربما كان الاعتقاد بذلك سبباً للتشهير بالشيعة والتشنيع عليهم.
وذلك مما يزيد الشيعة تمسكاً وإصراراً. بل هو منشأ لاعتزازهم، لشعورهم بأنهم يتميزون بحقيقة شريفة، وواقع رفيع، لا تتحمله عقول غيرهم. والناس أعداء ما جهلوا.
اعتراف غير الشيعة بكرامات أهل البيت عليهم السلام
وأخيراً تمّ فرض ذلك على أرض الواقع، واعترف به الكثير من غير الشيعة، بل حتى من غير المسلمين. فأخذوا يلجؤون في مهماتهم ومشاكلهم حين تضيق بهم الأمور، وتوصد أمامهم الطرق الطبيعية، إلى أئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم) وأبرار ذريتهم ومواليهم، ويتوسلون بهم إما بزيارة