أشد من فاجعة الطف بأبعادها التي سبق التعرض لها، كما قال الشاعر:
أنست رزيتكم رزايانا التي
وفجايع الأيام تبقى مدة
سلفت، وهوّنت الرزايا الآتية
وتزول، وهي إلى القيامة باقية
بل جعل الشيعة (رفع الله تعالى شأنهم) يشعرون بالفخر والاعتزاز بما يقع عليهم بسبب تشيعهم من المصائب والمتاعب، ويرونها أوسمة شرف لهم، على مرّ العصور وتعاقب الدهور، فتشدّ عزائمهم، وترفع من معنوياتهم، وتمدّهم بالحيوية والطاقة.
كما تزيدهم ارتباطاً بالله عز وجل وبرسوله الكريم وأهل بيته الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين)، وتذكرهم بدينهم القويم وتعاليمه السامية، وتحملهم على الرجوع إليها والتمسك بها.
نقمة الظالمين على الشيعة في إحياء فاجعة الطف
ولذا انصبت نقمة الظالمين- على مرّ التاريخ وحتى عصرنا الحاضر- على الشيعة وممارساتهم، ولاسيما إحياء فاجعة الطف، سواء بإقامة مجالس العزاء، أم برثاء الإمام الحسين (صلوات الله عليه)، أم بزيارة قبره وتشييده ... إلى غير ذلك من وجوه الإحياء.
حيث يجدون في ذلك إنكاراً مبطناً من الشيعة عليهم، وصرخة في وجوههم، وتعرية لهم، وتحريضاً عليهم، بنحو قد يفقدهم رشدهم في معالجة المواقف، والتعامل معها. فيكون ردّ الفعل منهم عليها عنيفاً، بنحو يؤكد ظلامة الشيعة والتشيع، ويعود في صالحهما على الأمد البعيد.