responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها نویسنده : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 32

تهيؤ الإمام الحسين (ع) للقاء الحر وأصحابه‌

وفي حديث عبد الله بن سليم والمذري بن المشمعل الأسديين أن الإمام الحسين (ع) نزل شراف. فلما كان في السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فأكثروا، ثم سار حتى انتصف النهار، ثم التقى بالحر ومن معه- وهم ألف فارس- في حرّ الظهيرة، فقال (صلوات الله عليه) لفتيانه: «اسقوا القوم وارووهم من الماء، ورشفوا الخيل ترشيفاً».

قالا: «فقام فتيانه فرشفوا الخيل ترشيفاً، فقام فتية وسقوا القوم من الماء حتى أرووهم. وأقبلوا يملؤون القصاع والأتوار والطساس من الماء، ثم يدنونها من الفرس. فإذا عبّ فيه ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً عزلت عنه وسقوا آخر حتى سقوا الخيل كلها»[1].

ويظهر من ذلك أنه (ع) قد تهيأ للقاء الحر وجيشه من السحر حينما أمر باستقاء الماء فأكثروا منه. وإلا فركب الإمام الحسين (صلوات الله عليه) يقارب المائتين أو يزيد عليها قليلًا، وليس من الطبيعي أن يستقي من الماء ما يفيض عن حاجته بمقدار ما يكفي لإرواء ذلك الجيش البالغ ألف نفر وإرواء خيلهم لو لم يكن (ع) قد تهيأ لذلك وتعمد الزيادة من الماء سحراً قبل ارتحاله من شراف.

وإذا كان (ع) عالماً بلقاء ذلك الجيش فمن الطبيعي أن يكون عالماً بنتائج ذلك اللقاء وما يترتب عليه، وموطناً نفسه عليها، من أجل تحقيق هدفه. وإلا كان بوسعه الرجوع قبل لقائه.

وبذلك يظهر أن محاولته (صلوات الله عليه) بعد لقاء ذلك الجيش‌


[1] تاريخ الطبري ج: 4 ص: 302 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، واللفظ له. الإرشاد ج: 2 ص: 76- 77. وقد رواه مختصراً ابن الأثير في الكامل في التاريخ ج: 4 ص: 46 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: ذكر مقتل الحسين رضي الله عنه.

نام کتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها نویسنده : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست