كما أنه قد اشترك جماعة من أصحاب أمير المؤمنين (ع) وخواصه في تلك الحروب، كسلمان الفارسي والمقداد بن الأسود الكندي وحذيفة بن اليمان وعبادة بن الصامت وغيرهم رضي الله عنهم. وكان لهم الرأي الصائب والتدبير الحسن والأثر المحمود.
إلا أن ذلك إنما يعرفه الخاصة، دون عامة الناس. ومن عرفه من العامة نسبه للسلطة، واعتبرهم واجهة لها، كغيرهم ممن تعاون معها، وسار في ركابها.
من دون أن يعرف لهذه الجماعة الصالحة مقامها الرفيع في الإسلام وجهادها من أجله في عهد النبي (ص) وتضحيتها وجهودها في الحفاظ على كيانه ونشره في الأرض بعد ذلك، ولا يحترمها نتيجة ذلك في نفسه.
[1] غاية الأمر أنه( صلوات الله عليه) كان يقتصر على ما فيه مصلحة الإسلام وتأييده، دون ما كان فيه تأييد لهم بأشخاصهم أو بمراكزهم من دون أن يخدم الإسلام بكيانه العام، إلا أن يضطر لذلك. ولذا رفض( ع) أن يتولى حرب الفرس لما طلب منه عمر أن يوليه ذلك. مروج الذهب ج: 2 ص: 310 ذكر خلافة عمر بن الخطاب: عمر يحرض على الجهاد. ومثله في فتوح البلدان ج: 2 ص: 313.
كما امتنع من الخروج مع عمر عندما ذهب إلى الشام حتى شكاه عمر لابن عباس. شرح نهج البلاغة ج: 12 ص: 78.
ولعله لذا نصح عمر أبا بكر بأن لا يطلب من أمير المؤمنين( ع) أن يتولى قتال الأشعث بن قيس. حيث يتوقع منه أن يرفض ذلك. الفتوح لابن أعثم ج: 1 ص: 57.
ولما سئل عمر عن وجه عدم توليته لأمير المؤمنين( ع) وجماعة من الصحابة قال:« أما علي فأنبه من ذلك ...». شرح نهج البلاغة ج: 9 ص: 29.