وبالرغم من أن يزيد كما قام في السنة الأولى من حكمه بفاجعة الطف، قام في السنة الثالثة بواقعة الحرة الفظيعة، التي انتهكت فيها حرمة المدينة المنورة وحرمة أهلها على أبشع وجه، وبوحشية مسرفة، وقام في السنة الرابعة باستباحة حرم الله عز وجل ومكة المكرمة، ورمي المسجد الحرام والكعبة المعظمة بالمنجنيق. إلا أنه يبدو أن فاجعة الطف هي الأشد وقعاً في نفوس المسلمين.
فقد ورد عن الزبير بن بكار[1] وعن البيهقي صاحب التاريخ[2] أن عام قتل الحسين (ع) سمي عام الحزن. كما ذكر البكري أنهم كانوا يقولون: «ضحى بنو حرب بالدين يوم كربلاء، وضحى بنو مروان بالمروءة يوم العقر»[3].
ندم جماعة من المشاركين في المعركة
كما صرح غير واحد بالندم والأسف لاشتراكهم في المعركة وقيامهم بهذه الجريمة الكبرى، وشعورهم بالخزي والعار في الدنيا، وانتظارهم عظيم العقاب والنكال في الآخرة.
ندم عمر بن سعد وموقف الناس منه
فقد قام عمر بن سعد من عند ابن زياد يريد منزله إلى أهله، وهو يقول في طريقه: «ما رجع أحد بمثل ما رجعت. أطعت الفاسق ابن زياد، وعصيت
[1] ملحقات إحقاق الحق ج: 33 ص: 699 عن مختصر تذكرة القرطبي للشعراني ص: 222.
[3] معجم ما استعجم ج: 3 ص: 950 عند ذكر( العقر). ومثله مع اختلاف يسير في تاريخ الإسلام ج: 7 ص: 8 في حوادث سنة اثنتين ومائة، ووفيات الأعيان ج: 6 ص: 308، ج: 4 ص: 109 وقد نسبه فيه إلى كثير، وكذا نسبه في الوافي بالوفيات ج: 24 ص: 248.