وصيّة النبي (ص) يوم الدار

(184)

(أ). روى فرات‌[256] بن ابراهيم الكوفي بسنده عن جعفر بن محمد بن أحمد بن يوسف الأزدي معنعناً عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال:

لما نزلت هذه الآية على رسول الله عليه السلام: «وانذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين» قال رسول الله (ص): عرفت ان بدأتُ بها قومي رأيت فيهم ما اكره، فصمتُّ عليها حتّى أتاني جبرئيل فقال لي: يا محمد انّك إن لم تفعل ما امرتَ به عذّبك ربّك، قال علي عليه السلام: فدعاني رسول الله (ص) فقال لي: يا علي إن الله قد أمرني أن انذر عشيرتي الأقربين فعرفتُ أن أبدأ بهم بذلك رأيتُ منهم ما اكرهُ فصَمَتُّ عن ذلك حتّى اتاني جبرئيل فقال لي: يا محمد انّك إن لم تفعل ما امرتَ به عذّبك ربّك، فاصنع لنا يا علي رجل شاة على صاعٍ من الطعام واعدّ لنا عسْاً من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب، ففعلت فاجتمعوا له وهم يومئذٍ اربعون رجلًا يزيدون رجلًا او ينقصونه فيهم اعمامه العباس وحمزة وابو طالب وأبو لهب الكافر، فجئت فقدّمت اليهم بجفنة فاخذ رسول الله (ص) منها جذبة لحم فشقها بأسنانه ثم رمى بها في نواحيها ثم قال:

كُلوا باسم الله فأكل القوم حتّى نهلوا عنه ما يرون إلا آثار أصابعهم، والله أن الرجل ليأكل مثلها، ثم قال رسول الله (ص): اسقهم يا علي فجئتُ بذلك العس فشربوا منه حتى نهلوا جميعاً، وايم الله ان كان الرجل ليشرب مثله، فلمّا اراد رسول الله (ص) أن يتكلّم بَدَرَه ابو لهب الى الكلام فقال: لشدّ ما سحركم صاحبكم فتفرّقوا ولم يكلّمهم رسول الله (ص)، فلما كان الغد قال لي رسول الله (ص): يا علي اعد لي مثل الذي كنت صنعتُ بالأمس من الطعام‌

[256]- تفسير فرات 108.