فقال الأزدي: و اللّه ما رأينا و لا سمعنا برجل قط كان أسلس قياداً لرجل، و لا أقوَلَ فيه بالجميل من عمر في أبي بكر.
فقال عَليَّ الشعبي و قال: هذا مما سألت عنه، ثم أقبل على الرجل و قال: يا أخا الأزد، فكيف تصنع بالفلتة التي وقى اللّه شرها!
أترى عدواً يقول في عدو يريد أن يهدم ما بنى لنفسه في الناس أكثر من قول عمر في أبي بكر؟!
فقال الرجل: سبحان اللّه! أنت تقول ذلك يا أبا عمرو!
فقال الشعبي: أنا أقوله؟! قاله عمر ابن الخطاب على رؤوس الأشهاد، فلمهُ أو دع!
فنهض الرجل مغضباً و هو يهمهم في الكلام بشي لم أفهمه.
قال مجالد: فقلت للشعبي: ما أحسب هذا الرجل إلّا سينقل عنك هذا الكلام الى الناس و يبثّه فيهم!
قال: اذن و اللّه لا أحفل به، و شي لم يحفل به عمر حتى قام على رؤوس الأشهاد من المهاجرين و الأنصار أحفل به أنا! أذيعوه أنتم عني أيضاً ما بدالكم.
***