د) و قال: حدثنا أبوزيد بن شبة، باسناده إلى ابن عباس قال:

اني لاماشي عمر في سكة من سكك المدينة، يده في يدي، فقال: يابن عباس، ما أظن صاحبك إلّا مظلوماً.

فقلت في نفسي: و اللّه لا يسبقني بها، فقلت: يا أمير المؤمنين، فاردد عليه ظلامته، فانتزع يده من يدي ثم مرّ يهمهم ساعة ثم وقف، فلحقته، فقال: يابن عباس، ما أظن القوم منعهم من صاحبك إلّا انهم استصغروه!

فقلت في نفسي: هذه شر من الأولى، فقلت: و اللّه ما استصغره اللّه حين أمره أن يأخذ سورة براءة من أبي بكر.[352] ه) روى ابن أبي الحديد مسنداً إلى عاصم بن عمرو بن قتادة، قال:[353] لقي علي عليه السلام عمر، فقال له علي عليه السلام: أنشدك اللّه! هل استخلفك رسول اللّه صلى الله عليه و آله و سلم؟ قال: لا، قال فكيف تصنع أنت و صاحبك؟ قال: أما صاحبي فقد مضى لسبيله! و أما أنا فسأخلعها من عنقي إلى عنقك!

فقال: جدع اللّه أنف من ينقذك منها! لا و لكن جعلني اللّه علماً، فاذا قمتُ‌

[352] ابن أبي الحديد: 6، 45.

[353] شرح النهج: ج 2، ص 58.