نام کتاب : حقيقة الانقلاب بعد وفاة رسول الله( ص) نویسنده : أبو معاش، سعيد جلد : 1 صفحه : 27
و من كلام له عليه السلام قاله و هو يلي غسل رسول اللّه صلى الله عليه و آله و سلم و تجهيزه:[25] بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه! لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النبوة و الأنباء و أخبار السماء. خَصَّصْتَ حتى صرتَ مسلياً عمن سواك، و عمّمت حتى صار الناس فيك سواء، و لو لا أنك أمرت بالصبر، و نهيت عن الجزع، لانفذنا عليك ماء الشؤون، و لكان الداء تماطلًا، و الكمد محالفاً و قلًا لك، و لكنه ما لا نملك ردّه، و لا يستطاع دفعه.
و روى محمد ابن حبيب في «أماليه» قال: تولّى غسل النبي صلى الله عليه و آله و سلم علي عليه السلام و العباس رضي اللّه عنه. و كان علي عليه السلام يقول بعد ذلك: ما شممت أطيب من ريحه، و لا رأيت اضوأ من وجهه حينئذ، و لم أره يعتاد فاه ما يعتاد أفواه الموتى.
و قال: فلما كشف الإزار عن وجهه بعد غسله انحنى عليه فقبّله مراراً، و بكى طويلًا و قال: بأبي أنت و أمي! طبتَ حيّاً و طبت ميتاً! انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت احد سواك من النبوة و الأنباء و أخبار السماء! خصّصت حتى صرت مسلياً عمن سواك، و عممت حتى صارت المصيبة فيك سواء. و لو لا أنك أمرت بالصبر، و نهيت عن الجزع لانفذنا عليك ماء الشئون، و لكن أتى ما لا يُدفع. اشكوا اليك كمداً و ادباراً مخالفين و داء الفتنة فانها قد استعرت نارها و