أسند الفقيه ابن المغازلي الشافعي في المناقب أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال:
انتهت دعوة إبراهيم عليه السلام وهي قوله: «واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام» إليّ والى علي فأنا وعلي لم يسجد أحدنا لصنم فاتّخذني نبيّاً واتّخذ علياً وصياً.[1582]
وقد طلب النبي صلى الله عليه و آله و سلم غلاماً لم يعبد صنماً فأتوه بزيد بن ثابت فجعل اليه كتابة الوحي، فالنبي لم يجوّز كتابة الوحي لمن عبد وثناً ولو آية فكيف يجوّز أن يحكم في دين اللَّه من كان أكثر عمره في الشرك باللَّه![1583]
وعلّق البياضي رحمه الله على ذلك في تذنبيه:
لا يدلّ سبق اسلامه على تقدّم كفره، لانّ دعوة إبراهيم عليه السلام في قوله:
«واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام» بل المراد أنه صدّق بسيّد المرسلين، وقد قال إبراهيم عليه السلام: «وأنا أولّ المسلمين»[1584]، وموسى عليه السلام: «وأنا أولّ المؤمنين»[1585] وقد قال اللَّه تعالى في نبيّنا صلى الله عليه و آله و سلم: «آمن الرسول بما أُنزل اليه من ربّه»[1586] «وما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان»[1587]