responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ائمتنا عليهم السلام عباد الرحمن نویسنده : أبو معاش، سعيد    جلد : 1  صفحه : 138

ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام، في أقل من ثلث ليلة، حتى انتهى الى ساق العرش، فدنى بالعلم فتدلّى من الجنّة، رفرفٍ أخضر، وغشى النور بصره، فرأى عظمة ربه عزّوَجلّ بفؤاده، ولم يرها بعينه، فكان كقاب قوسين بينه وبينها أوأدنى، فأوحى اللَّه الى عبده ما أوحى، وكان فيما أوحى اليه قوله‌[289]:

«للَّه ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أوتخفوه يحاسبكم به اللَّه فيغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء واللَّه على كل شي‌ء قدير» وكانت الآية قد عرضت على الأنبياء من لدن آدم عليه السلام الى أن بعث اللَّه تبارك وتعالى مُحَمَّداً، وعرضت على الأمم فأبوا أن يقبلوها من ثقلها، وقبلها رسول اللَّه وعرضها على أمته فقبلوها، فلمّا رأى اللَّه تبارك وتعالى منهم القبول علم أنهم لا يطيقونها، فلمّا أن سار الى ساق العرش كرّر عليه الكلام ليفهمه، فقال:

«آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه».

فأجاب صلى الله عليه و آله و سلم مجيباً عنه وعن أمته:

«والمؤمنون كلٌّ آمن باللَّه وملائكته وكتبه ورسله لا نفرّق بين أحدٍ من رسله».

فقال جل ذكره: لهم الجنّة والمغفرة عليّ إن فعلوا ذلك.

فقال النبي صلى الله عليه و آله و سلم: أما اذا فعلت ذلك بنا «فغفرانك ربّنا وإليك المصير» يعني المرجع في الآخرة.

قال: فأجابه اللَّه عزّوَجلّ: قد فعلت ذلك بك وبأمّتك، ثم قال عزّوَجلّ:

أما اذا قبلت الآية بتشديدها وعظم ما فيها، وقد عرضتها على الأمم فأبوا أن يقبلوها، وقبلتها أمّتك حقّ عليّ ان أرفعها عن أمّتك، وقال: «لا يُكلّف اللَّه نفساً


[289] ( 1) الآية رقم 284 من سورة البقرة.

نام کتاب : ائمتنا عليهم السلام عباد الرحمن نویسنده : أبو معاش، سعيد    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست