فترى شيوخهم و أئمتهم و قادتهم كيف أقبلوا بكلهم على هذه الفرية الذميمة المنكرة الشنيعة وجاهروا بتصويبها و تصديقها و تصحيحها و لكن أبي الله الا أن يزهق الباطل و يضمحل الكذب، فجرحها ناقدوهم وردّها محققوهم.

فمنهم ابن الجوزي الذي عدَّ هذه الخرافة من الاحاديث الواهية الشديدة التزلزل الكثيرة العلل و صرح بأنها لاتصح، فقال في: ( (العلل المتناهية في الأحاديث الواهية في باب فضل أبي بكر من كتاب الفضائل و المثالب:

( (روى الحديث بمتنه و سنده كاملًا وفيه: علي بن الحسن الكلبي، و يحيى بن الضريس، ثم قال المصنف: هذا لايصح عن رسول الله (ص)، عليّ و يحيى مجهولان)) انتهى‌[572].

و صرح الناقد البصير أبو عبد الله الذهبي بأن هذا الخبر باطل و لعل آفته علي بن الحسن الكلبي‌[573].

و قد ذكر السيوطي أيضاً أن ابن الجوزي أورد هذا الحديث في الواهيات وفيه قال الذهبي: انه باطل، ففي كنز العمال تبويب جمع الجوامع للسيوطي، ذكر الحديث كما تقدم عن علي، و قال بعدها: أبو طالب‌

[572]- العلل المتناهية لأبي الجوزي: 1/ 188( 291).

[573]- ميزان الاعتدال: 5/ 149( 5831).