responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامام المهدي( عج) في القرآن والسنه نویسنده : أبو معاش، سعيد    جلد : 1  صفحه : 54

الصورة في العقول والمعارف متى قال البندار: هذا خليفتي كان خليفته على البندرة لا على البريد والمظالم، فكذلك القول في صاحبي البريد والمظالم، فثبت ان الخليفة من الأسماء المشتركة، فكان من صفة الله تعالى ذكره الانتصاف لاوليائه من أعدائه، فوكل من ذلك معنى الى خليفته فلهذا الشأن استحق معنى الخليفة دون معنى ان يتخذ شريكاً معبوداً مع الله سبحانه، ولهذا من الشأن قال الله تبارك وتعالى لابليس: «يا ابليس ما منعك ان تسجد لما خلقت» ثم قال عز وجل‌ «بيدي استكبرت»[73] وذلك انه يقطع العذر ولا يوهم انه خليفة شارك الله في وحدته، فقال: بعد ما عرفت انه خلق الله ما منعك تسجد، ثم قال: (بيدي استكبرت) واليد في اللغة قد تكون بمعنى النعمة وقد كان لله عز وجل عليه نعمتان حوتا نعماً، كقوله عز وجل: «واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة»[74] وهما نعمتان حوتا نعماً لا تحصى.

ثم غلظ عليه القول بقوله عز وجل: (بيدي استكبرت) كقول القائل: بسيفي تقاتلني وبرمحي تطاعنني، وهذا ابلغ في القبح واشنع.

فقول عز وجل: «واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة» كانت كلمة متشابهة أحد وجوهها أنه يتصور عند الجاهل ان الله عزوجل يستشير خلقه في معنى التبس عليه، ويتصور عند المستدل اذا استدل على الله عز وجل بأفعاله المحكمة وجلالته الجليلة انه جل عن ان يلتبس عليه معنى أو يستعجم عليه حال فانه لا يعجزه شي‌ء في السماوات والأرض، والسبيل في هذه الآية المتشابة كالسبيل في اخواتها من الآيات المتشابهات انها ترد الى المحكمات مما يقطع به ومعه العذر للمتطرِّق الى السفه والالحاد.


[73] ص: 75

[74] لقمان: 20

نام کتاب : الامام المهدي( عج) في القرآن والسنه نویسنده : أبو معاش، سعيد    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست