وقال الحطاب الرعيني: «البكاء جائز من غير نياحة وندب والجزع وضرب الخد وشق الثوب حرام»([94]).

وقال الدسوقي: «والحاصل أن البكاء يجوز عند الموت وبعده بقيدين، عدم رفع الصوت وعدم قول القبيح، وأما معهما أو مع أحدهما فهو حرام كما يحرم اللطم على الصواب، ومحل جواز البكاء بالقيدين المذكورين إن لم يجتمعوا له وإلا كره»([95]).

رابعاً: جواز البكاء في المذهب الحنفي

قال أبو بكر الكاشاني: «ويكره النوح والصياح في الجنازة ومنزل الميت... فأما البكاء فلا بأس به لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه بكى على ابنه إبراهيم...»([96]).

وقد عقد المارديني في الجوهر النقي باباً أسماه «باب الرخصة في البكاء بلا ندب ولا نياحة» فراجع([97]).

وقال ابن نجيم المصري: «فأما البكاء فلا بأس به»([98]).

[94] مواهب الجليل للحطاب الرعيني: ج 3، ص 47.

[95] حاشية الدسوقي: ج 1، ص 422.

[96] بدائع الصنائع لأبي بكر الكاشاني: ج 1، ص 310.

[97] الجوهر النقي: ج4، ص 68.

[98] البحر الرائق ابن نجيم المصري: ج 2، ص 337.