في أبدانهم، والسلامة في أبصارهم، أفليس قد جاز أن يكون الطفل ينتفع بالبكاء ووالداه لا يعرفان ذلك فهما دائبان ليسكتانه ويتوخيان في الأمور مرضاته لئلا يبكي وهما لا يعلمان أن البكاء أصلح له وأجمل عاقبة فهكذا يجوز أن في كثير من الأشياء منافع لا يعرفها القائلون بالإهمال ولو عرفوا ذلك لم يقضوا على الشيء انه لا منفعة فيه من أجل أنهم لا يعرفونه ولا يعلمون السبب فيه فإن كل ما لا يعرفه المنكرون يعلمه العارفون، وكثير مما يقصر عنه علم المخلوقين محيط به علم الخالق جل قدسه وعلت كلمته»([31]).

باء: في البكاء راحة للقلب ورفع للحزن

قد ثبت بالدليل المادي والعلمي أن احتباس الهم والحزن في داخل النفس وعدم تفريغه بالوسائل الطبيعية التي من ضمنها البكاء يؤدي بالإنسان إلى مساوئ وأضرار بدنية ونفسية وخيمة لا تحمد عقباها، فالصدمات العصبية الناتجة عن حالات الحزن والهم والمصائب الدنيوية تضر بالجهاز العصبي ضرراً بالغاً وبخاصة الدماغ، فغالباً ما يتعرض هؤلاء الناس إلى توقف في واحدة من وظائف الدماغ والذي يؤدي إلى فقد حاسة من الحواس أو الشلل الكلي أو الجزئي بحسب شدة تلك الصدمة، ولتلك الصدمات أثر بالغ ليس على الجهاز العصبي والدماغ فحسب بل على سائر الوظائف الأخرى والأجهزة الأخرى، فكل

[31] بحار الأنوار: ج 3، ص 65.